أخي الفاضل …  أختي الفاضلة :

إليك هذه المقالة التي تجيب على السؤال الشائع عند أولياء الأمور:

[ كيف أتصرَّف عندما يُخطأ طفلي؟! ]

– قبل الإجـــــــــــــــــــابة ……

يجب أن تعلم أيُّها المربي الفاضل أن ……..

“التعامل الصحيح مع الطفل يكون وفق [مثلث] قاعدته الــحـب و ضلعاه: العــــدالة و الفــــــهم”

“الحب” لشخص الطفل دون شروط وارتباطات …

و”العدالة” في ضبط سلوك الطفل دون مبالغة أو ظلم …

و “الفهم” للدافع من سلوك الطفل كون الطفل كالرمز أو اللغز (وخاصةً دون سن المدرسة)، كونه لمّا يمتلك بعد التعبير اللفظي الكافي ليجعلك تفهم السبب أو الدافع من سلوكه “السيء”. …

كما ويجب أن تعلم أيها المربي الكريم أن …………..

[تأديب] الطفل هو من واجباتك التربوية، بل هو حق للطفل عليك بأن تعلّمه وتدرّبه على واقع الحياة وقوانينها وسننها، والأهم من ذلك أن الطفل في قرارة نفسه يسعد بالتصرف “الحازم” من قبلك، لأن “الحزم” للطفل “حاجة نفسية” تغذّي شعوره بالأمن والحماية بأنك قويٌّ وأنه في مأمنٍ معك.

——————————————————————-

أما جواب سؤال “كيف أتصرف عندما يخطأ طفلي؟!” …………………..

فسأحاول أن ألخص وأكثّف وأختصر عليك قراءة الكثير من الكتب التربوية في خطواتٍ سبعٍ، عساها تنفعك إن هضمتها تماماً وتمثلّتها في سلوكك مع طفلك في تعديل سلوك طفلك السيء:

1- الوقاية: أن يسبق العقاب بتبيانٍ واضحٍ ومناسبٍ لعقل الطفل للتصرّف الجيد والتصرّف السيئ، مع شرحٍ كافيٍّ لنتائجهما، ثم عقد اتفاق واضح بينك وبين الطفل مستبقاً مواقف الصراع معه. هدفك “إنهاء حالة الصراع مع الطفل” و “الاستمتاع” معه كـزينة لحياتك.

قاعدة: [تبيان ثم اتفاق ثم تطبيق العقاب أو الثواب] وليس العكس

قاعدة: [الطفل زينة لحياتك فلا تتصارع مع زينتك فتفقد متعتك]

2- أن يكون العقاب يستهدف سلوك الطفل وليس شخصه، فهو مكرّم من خالقه جل وعلا، فلا تصرخ عليه أو تضربه أو تهينه أو تتبرؤ منه بأن تقول له: لست ابني أو لم أعد أحبك، بل يجب أن تصله رسالة مفادها: “أنا أحبك كثيراً، ولكني لا أحب هذا السلوك يلي هو كذا وكذا “

قاعدة: [افصل سلوك الطفل عن شخصيته]

3- أن يكون نتيجة لاختيار الطفل، بسبب أنك كمربي استبقت الموقف بتبيان واتفاق، فالطفل هو الذي اختار طريق العقوبة. “أنا وضحت لك واتفقنا ، وأنت يلي اخترت”

قاعدة: [كنه أو جوهر التربية هو أن تضع للطفل العديد من الخيارات الواقعية وتحمي حقه في اختيار أيّها، ثم تتصرّف معه بعدالة وفهم]

قاعدة: [كنْ صادق مع الطفل > ليس لأنه طفل تكذب عليه أو تعده ولا تفي > كنْ صادق مع الطفل]

4- شكل العقاب يختلف حسب نوع السلوك ودرجته، ومن العقاب الجيد “العزل المؤقت بزمن” بحيث  كل عام من عمر الطفل يُقابل بدقيقة عزل، وللعزل أنواع:

– العزل المكاني: بأن يبقى ثابت في مكانٍ ما لفترة دقائق ككرسي العقاب (أو التفكير) أو رقعة العقاب أو زاوية الغرفة أو في غرفة لوحده دون قفل الباب … إلى آخره.

– العزل النفسي العاطفي: قطع العلاقة بينه وبين الأبوين والإبقاء على العلاقة الروتينية ( أطعمه ، أعطيه كل احتياجاته ولكن دون أي تواصل عاطفي أو بصري)، وخاصة إن وجه الطفل إهانة أو عصيان مخصوص تجاه المربي نفسه.

– العزل الجسدي: أثبته في حجري وخاصة في حالات فرط الحركة في مكانٍ ما، أو أثبت يديه وانظر في عينيه لمدة دقيقة معاتباً.

قاعدة: [العقاب من جنس العمل] من واقع الحياة وليس من خيال المربي، ولمدة محدودة حسب عمر الطفل.

5- حاول أن يكون العقاب عقب السلوك السيئ مباشرةً دون تأجيل، وحاول أن يكون العقاب بعيداً عن أنظار الناس وخاصة المقرّبين المحببين للطفل.

قاعدة: [حافظ على الخصوصية بينك وبين الطفل] ، [لا تفضح الطفل]

6- لا يؤتي العقاب ثماره إذا كانت العلاقة بين الطفل والمربي سيئة ومضطربة، ويشعر فيها الطفل بمشاعر سلبية تجاه المربي كمشاعر الكره أو مشاعر الخوف أو المشاعر المتناقضة.

قاعدة: [قبل التأديب والعقوبات أبدأ بتحسين علاقتك مع طفلك]

أقترح عليك عمل مسلسل يومي بطولته “أنت وطفلك” مدته ساعة عنوانه “أنت الآن صديقي أو صديقتي”

7- يحتاج الطفل وقتاً حتى يعتاد الأسلوب الجديد يتراوح ما بين أسبوع أو شهر أو شهرين أو ثلاثة  أو حتى ستة أشهر، حسب المربي أولاً والطفل ثانياً. وخلالها يكون العمل على سلوك المربي أولاً حتى يتعدّل سلوك الطفل.

قاعدة: [كنْ صبوراً في تعديل السلوك]

>>>> واجب عملي:

– ارصد وسجّل ثلاثة مواقف صراع لك مع طفلك

– حدد المكان والزمان والأشخاص المشتركين

– صف سلوك الطفل وأثره عليك أو على الآخرين

– ما هو تفسير هذا السلوك من وجهة نظرك ؟! ما هو الدافع ؟!

– كيف تصرّفت أنت أو تتصرّف عادةً ؟!

– كيف ستتصرّف وفق الخطوات السبع السابقة ؟!

– فضلاً اطبع الخطوات السبع مع القواعد وراجعها باستمرار…