Child Psychotherapy through the educational process 

 

مقدمة:

لو أخذنا بعين الاعتبار ما يشهده الأطفال شهودا واقعيا أو شهودا من خلال الشاشات لأحداث العنف والرعب والدمار، لوجدنا أن العملية التعليمية يجب أن تأخذ منحى آخر من حيث أهدافها، بحيث لا تكون مجرد تلقين وتحفيظ لمعلومات ومهارات القراءة والكتابة والحساب وإنما يجب أن تهدف إلى تحقق مهارات أخرى ..

 

أهداف تعليم الأطفال عموماً وفي ظروف الحرب خصوصاً:

إن من أهم الأهداف لتعليم الأطفال في المرحلة الابتدائية والمتوسطة هو ” بناء شخصية الطفل بناءا سليما” ، بحيث يكون هذا الطفل:

– واثقاً بنفسه معتمداً عليها.

– منتمياً إلى أسرته ووطنه ولغته.

– قادراً على التكيّف الصحيح الإيجابي مع الواقع والمرونة في التعامل مع المشكلات.

– ماهراً في التعامل مع المجتمع بكل تنوعه أي التدريب والذكاء الاجتماعي والعاطفي.

إضافة إلى تعليمه القراءة والكتابة والحساب

هذا من أجل كل الأطفال عموما ، ومن أجل أطفال سورية خصوصا ممن شهد ويشهد الهدم والدم فلا بد أن يُضاف هدف آخر علاجي لما في نفوسهم من ضغوط ورعب وخوف وقلق وغضب وكآبة ويأس و و و و و

لابد لهم من نمطٍ من التعليم هو “التعليم العلاجي”، أي العلاج النفسي من خلال التعليم.

قبل أن نفصّل في الحديث عن عناصر التعليم العلاجي إليكم هذه القصة والخبر المعبّران عن واقع التعليم داخل سورية الآن..

 

 

 

قـصــة معــبّرة:

تقول معلمة من الداخل السوري: كلما أطلب من الأطفال أن يرسموا أي رسمة ، يرسموا لي رسومات فيها قتال وبنادق ورصاص وتفجيرات …

قلت لهم: من يرسم أي رسمة فيها حرب أو قتال سأعاقبه عقاباً أليما ..

فخاف الأطفال … وأخفوا مشاعرهم وأفكارهم الحقيقية ضمن خوفهم من عقاب المعلمة ..

وبدأ الأطفال يرسمون من خيالهم وأمانيّهم (وليس واقعهم) بيوت آمنة في أحضان طبيعية هادئة – فواكه وأطعمة لذيذة – أجهزة متطورة ..

إلا طفلاً رسم شجرةً فيها ثقبٌ كبيرٌ ..

قلت له: لمَ هذا الثقب في الشجرة ؟!

قال الطفل: هذا الثقب لبارودة قنّاص ، ولكني خفت أن أرسمه كيلا تعاقبيني !!!!

 

 

خـــبر معبّر:

(… وستقوم المنظمة بإنشاء مدارس لتعليم الأطفال في أحد الأماكن الساخنة … علماً أنه سيخصص أسبوعيا حصتين .. حصتين للأنشطة الحركية والفنية .. )

إن حصة الرياضة وحصة الأشغال مرة واحدة في الأسبوع لم تكن تكفينا لما كنا صغارا ولم نشهد ما يشهده هؤلاء الأطفال من الرعب والخوف ، فهل تكفي هؤلاء الأطفال ؟!

 

 

التعليم العلاجي … لماذا ؟!؟

1-   لتحقيق خليط من الأهداف التعليمية والنفسية والاجتماعية والروحية، أي بناء العقل بالمعلومات مع معالجة النفس من ضغوطات وآثار الحرب مع تنمية المهارات الاجتماعية وتغذية الروح.

2-   تطبيق جلسات أو برنامج العلاج النفسي للأطفال يعوّقه الكثير من التحديات والعقبات كعدم توفر الكادر المتخصص أو عدم قناعة الأهل به، بينما البرنامج التعليمي يبقى فرصته أفضل وخاصة عند الأهل والجمعيات الداعمة.

 

 

 

 

 

ما هي المكوّنات السبعة للتعليم العلاجي ؟!؟ 

1- التعليم الأكاديمي الأساسي للأطفال: أي القراءة والكتابة والحساب.

2- بناء شخصية الطفل: برامج ترفع الثقة بالنفس والاعتماد عليها.

3- تفريغ نفس الطفل بألعاب الحركة الجسدية، كل يوم نشاط حركي رياضي للأطفال ما بين الساعة إلى الساعتين.

4- تفريغ نفس الطفل بالألعاب الإبداعية: الرسم – الأشغال – الطبخ للبنات – الحدادة والنجارة – تركيب دارت كهربية أو إلكترونية – التشكيل بالورق – نشاط مهني.

5- تفريغ نفس الطفل بالفن: التمثيل – الإنشاد – الرقص – المسرح…

6- معالجة نفس الطفل المضطرب سلوكيا وانفعاليا بجلسات علاج نفسي متخصص.

7- العلاج الروحي: الصلاة الجماعية – تعلّم قراءة القرآن – الاستماع للقرآن.

 

#العودة_إلى_المدرسة #حوارات_للبناء_في_زمن_الهدم