– ملاحظة قبل البدء بالقراءة:
صديقتي الأم ..
حاولت كتابة تجربتي كما هي لتقرئيها وكأنها قصة.. لكنها قصة مليئة باللمسات النفسية التي يمكنك تطبيقها *للاستمتاع مع أطفالك*..
يمكنك قراءة الجزأين الأول والثاني تحضير الأطفال للمولود الجديد على الروابط الموجودة في نهاية المقالة.
………………بسم الله نبدأ………………
يمر عادة الشهر الأخير من الحمل ببطء شديد …..
حتى تكاد الحامل تشعر أنه أطول من كل فترة حملها، أو أنها كانت وستبقى حاملاً إلى الأبد ?
لكن شاء الله هذه المرة أن أدخل المستشفى بعلامات ولادة باكرة في آخر الشهر الثامن، لكن حاول الأطباء تأخيرها حتى أدخل ليومين أو ثلاثة بشهري التاسع. كانت تلك عشرة أيام صعبة فأنا ممنوعة من الحركة والدنيا رمضان ولا داعي لأكمل لكم الشرح عن وضعي …
أما إذا حوّلنا المشهد تجاه أطفالي .. فهما لم يعتادا رؤيتي مستلقية طوال النهار والليل بالسرير! ..
بدأت أشعر باحتجاجهما الداخلي.. إلى أن سمعت جملة: “ماما .. آيلا مشاغبة خلتك تمرضي وما تتحركي”
فأجبتهما: “لاء يا ماما آيلا مالها دخل جسمي يلي تعب من الحمل مو من آيلا.. هي لسا ضعيفة وصغيرة ومابتقدر تشاغب.. بعدين وقت كنت حامل فيكم نفس الشي صار.. مو أنتو اللي تعبتوني هو الحمل هيك شكله..”
لم أرغب أن يشعرا أن هذا الكائن الصغير يأخذ صحة ماما ويمرضها، فتتحول مشاعرهما تجاهها من السعادة والحماس للقائها إلى الغضب منها ومن مجيئها ….
نعم شعرت بتقصيري تجاههما?.. فبدأت أحول فترة راحتي في السرير لصالحهما..
وأصبح سريري غرفة لجلوسنا ومرتع لنشاطاتنا..
فمرة نقرأ قصصاً …. ومرة نرسم ونلوّن ……… وأخرى نلعب بالدمى ……
وكثيييييير من الأحيان يكتفيان بالجلوس بجانبي والتحدث مع آيلا، يرجونها أن تخرج سريعاً حتى نضعها بعربتها ونأخذها معنا إلى الحديقة..
انتهى الشهر الثامن على خير ولله الحمد …. وفي موعد الطبيبة تحددت الولادة على عجل.. وعندما أخبرنا لانا وأزهر أصرّت لانا إصراراً غريباً أنها تريد الدخول إلى غرفة الولادة ومساعدة الأطباء على إخراج آيلا..
فشرحت لها أن هذا غير ممكن لأنها غير مدرّبة على هذا، أما الأطباء فقد تدرّبوا ودرسوا في الجامعة كي يقوموا بهذا الأمر … “أما بابا فسيدخل معي حتى يساعدني على التركيز لإخراجها ويذكرني أن أتنفس عندما أتألم ..”
اقتنعت ولله الحمد? ………. لكنها أرادت أن تبقى في غرفتي بالمستشفى ريثما أخرج …
فشرحنا لهما أنهما سيبقيان في منزل صديقتي، ويلعبان مع صديقتهما ريثما تنتهي الولادة، فمن غير الآمن أن يبقيا بمفردهما في غرفة المستشفى، وأعلمناهما كيف يمكنهما الاتصال بنا ومتى سنتواصل معهما وطريقة طلبهما من صديقتي للتواصل معنا. فاطمئنا أننا سنبقى على اتصال ولن ننشغل عنهما?
#تعليق [وهذا أمر هام وهو من حق الطفل علينا أن نشرح له الواقع المتغير دون كذب أو تضخيم أو وعود غير صحيحة، مع شرح طرق التواصل وكيفية التصرّف في تلك المواقف الغير اعتيادية، كون الطفل لا يعلم شيئاً] د.ملهم
وهذا ماحدث فعلاً.. بعد انتهاء ولادة قمرنا الصغيرة ((آيلا)) حان وقت تنفيذ#خطة_اللقاء.?
في حقيبة المستشفى قبل أن أضع أي شيء جهزت هدايا لانا وأزهر من آيلا ……….
خوذتين جميلتين كانا يتمنيان الحصول عليهما ليضعانهما في جولاتهما بالدراجات مع والدهما ….
ذهب زوجي لإحضارهما وبدأت التجهيز ……..
وضعت الخوذتين في سرير آيلا بالمستشفى، ووضعت بداخلهما بعض الحلويات والعصير وربطت بالوناً زهرياً بخوذة لانا وبالوناً أزرقاً بخوذة أزهر??
لم أتمكن من وضع آيلا في سريرها فقد دخلا الغرفة على عجل وكنت أحملها …
ركضا سريعاً إليها وكأنني لم أكن موجودة يريدان فقط اكتشاف هذا الكائن الذي خرج من بطني ….
“هل أستطيع حملها؟” ………….. كانت الجملة الأولى التي وجهت إلي من لانا ?
قلت لها: بالتأكيييييد …. وضعتها في حجر لانا وكم كان جميل هذا اللقاء..!!!!!!!!!!!
سألت أزهر: هل تريد حملها..؟! …………. فرفض!
وطلب أن يرى بطني ان عاد صغيراً كما كان ?
ثم انتبها للهدايا ويااااالسعادتهما ??!!!!!
يبدو أن #بذرة_المحبة التي زرعناها خلال فترة الحمل قد أخذت جرعتها الأولى من السقاية بعد هذا اللقاء?
عدنا إلى البيت وبدأ التحدي الأكبر..
ليس لمنع الغيرة فهي موجودة وليس لكبت التنافس فهو موجود.. ليس من المقبول أبداً أن تتحول هذه المشاعر لأذى أو حقد أو أي كان من التعبيرات السيئة.. بل علينا العمل وبجد وانتباه لتفاصيل صغيرة لتحويل تلك المشاعر الجديدة لصالح علاقة صحية جميلة..
جعلت من مهمة لانا وأزهر #العناية_بآيلا
فهما يختاران ماذا ستلبس من مجموعة من الملابس أحددها أنا، وبأي غطاء سنغطيها، وأي قبعة ستضع …
وإذا بكت هما المسئولان عن مناداتي ….
وقت تغيير الحفاض أضيفت لعبة جديدة لألعابهما، فكان دور بينهما لمدّ القطعة المخصصة للتغيير ووضع الحفاض النظيف والمحارم المبللة والمنشفة ثم رمي الأوساخ الناتجة في القمامة..
وكما هو معروف فالطفل الصغير يجلس بالساعات الطوال في حضن أمه يرضع ويتجشأ ثم تغيير الحفاض ومرة أخرى رضاعة ونعيد الكرّة وكأنها سلسلة غير منتهية.. وطبعاً هذه العيون ترصد وتتابع وتتململ..?
لكن من المهم جداً عليّ كأم أن أتعامل مع طفلتي الجديدة بعدل وعليهم أن يتقبلا أن لها حصة بماما كما لهما..
لم أمتنع عن تقبيلها وحضنها وشمها أمامهما.. بل على العكس أعطيها كامل حقها?.. لكن أشركهم معي.. فأقبلهم تارة وتارة أخرى يطلبون حملها فأضعها لهم قليلاً حتى وان كانت نائمة فهي لن تتأثر كثيراً بهذا العمر الصغير..
#تعليقي: [وهذا أمر هام جداً، فمن الشائع على الأمهات أن يتجنبوا فعل ذلك أي العناية والتحبب للبيبي الجديد بوجود أخوه أو أخته الكبيرة مراعاةً لمشاعرهما يحسبون ذلك. من الأهمية بمكان عملية تعريض الطفل لذلك exposure دون تجنيبه، وأن نكون ثابتين كأب وكأم وعادلين أيضاً، فيتم توزيع المحبة والعناية حسب العمر بالطريقة المناسبة، أما تجنيب الطفل لذلك فيحوّل مشاعر الغيرة لأشكال عدائية قد تستمر حتى الكبر !] د.ملهم
شرحت لهما طريقة الحمل الصحيحة ومع هذا تبقى يدي ملامسة لها بدون أن يشعرا أني متوترة فقط للدعم، وأخبرتهما أنها قد تتحرك حركة مفاجأة فحتى نحميها من السقوط أفعل ذلك.
كما شرحت لهما أن الرأس ممنوع أن يقترب منه أحد لأنه طري وقد نؤذيها …
إن أراد أحد لمسها أو حملها يجب بشدّة أن يغسل يديه، وهما مسئولان عن إخبار أي احد يريد حملها أن تكون يداه نظيفة ?
#تعليقي: [نوع من التوريط involvement في حمل المسئولية كي يحرصا على تنفيذها هما] د.ملهم
أحرص كثيراً على عدم تنبيههما بنفس اللحظة التي أكون فيها ألاعب آيلا أو أحاول إضحاكها، بل أتركها ثم أذهب إلى التنبيه أو التوبيخ حتى لا يبقى بنفس أحد منهما شيء من ذاك الموقف.
مع الأهل والأقارب والمعارف والأصدقاء …
مرّ بنا وأكيد بكم مواقف خارجية أن يقول قائل للأطفال الكبار: “أنت أجمل منها” … أو “أشطر منها” … أو … “ملابسك أحلى” …. الى ما هنالك من عبارات التمييز بين الأطفال على حساب بعضهم البعض …
#تعليقي: [وهذا شكل شائع في المجتمع وخاطئ للأسف في معالجة غيرة الطفل الأكبر، فهي تعلّم الطفل وتكسبه عقلية المقارنة بدلاً من الاستمتاع بما لديه من ميزات وجمال] د.ملهم
يكون الموقف محرجاً فلا أحبذ أن يتم التمييز بين أطفالي بشيء خلقه الله، فليس ذنب أزهر أن عيون لانا خضراء، وليس ذنب لانا أن دم أزهر خفيف كالغيوم البيضاء، وليس ذنبهما أن آيلا صغيرة، ولسنا مضطرين أصلاً للمقارنة البائسة بينهم، فلا ينتج عنها إلا نكت في القلب وحسرة قد يشفيها وقد لا يشفيها الزمن…
بنفس اللحظة وبدون تردد أجيب: “كلاهما ملابسه جميلة وماما اختارت لهم أجمل ما في السوق” … “كلهم خلقهم الله جميلين وكل واحد له جماله الخاص”..
إلى أن اعتادوا واقتنعوا أنهم جميعاً سواسية فأخذوا عني هذه المهمة وأصبحوا يجيبون بأنفسهم لأنهم لمسوا قولاً وفعلاً أني لا أميز بينهم..?
يقول قائل: “من أحلى أنت أو آيلا؟!”… يكون جوابهما: “كلنا حلوين كتير”
“من ملابسه أجمل؟!”… “ماما اختارت لنا جميعاً أجمل ماوجدت في السوق”
وهكذا….????
لن أدّعي المثالية وأتظاهر بأن كل شيء على ما يرام..
فبعد أن ضبطنا الزيارات الليلية لسريرنا عادت مرة أخرى.. وأفسرها بوجود سرير آيلا في غرفتي وبجانبي.. ومن لا يحب الالتصاق بماما?؟! …
وكان الحل أن نشرح لهم أن من ينام في غرفة بابا وماما (بيبي) وعمره أقل من سنة لذلك لن نعطيه حلويات ولا عصير.. أو لن يساعد في نشاط المطبخ معنا لأنه صغير..
#تعليقي: [أطلق على ذلك لعبة البيبي، في ظاهرها لعبة وفي باطنها عقوبة] د. ملهم
ومازلنا ننجح أياماً مقابل بعض الهفوات..
والنجاح حليف الصابرين..?
سلوكيات لفت الانتباه زادت.. كالصراخ مثلاً أو الشغب الزائد.. حلّها في كل مرة تظهر بالحزم..
إما أن هذا تصرف البيبي أو بالمفاوضة على نقاط جدول المكافآت ? (الرابط في نهاية المقالة)
بكل الأحوال صديقاتي الأمهات.. الأطفال يغارون لأنك تملكين لعبة جديدة تبكي وترضع وتوسخ الحفاض دون أن تضغطي يدها ودون أن تكبسي زراً.. تكبر وتأخذ من وقتك الكثير.. فشاركيهم بها تحت إشرافك والعبوا معاً ضماناً لسلامة الجميع النفسية والجسدية ?
——————————————————————————–
مع أمنياتي بالتوفيق في عملكم التربوي …
أ.لارا البرازي – أخصائية في علم نفس الطفل
——————————————————————————–
– روابط مقالات للاستزادة:
تجهيز أطفالي للمولود القادم – 1- الحمل:
https://www.facebook.com/Dr.MolhamAlHeraki/photos/a.387993024567755.98906.387920647908326/1124031190963931/?type=3
تجهيز أطفالي للمولود القادم – 2- قبيل الولادة:https://www.facebook.com/Dr.MolhamAlHeraki/photos/a.387993024567755.98906.387920647908326/1212544105445972/?type=3&theater
كما يمكنك الاستفادة من جدول النقاط على الرابط:
https://www.facebook.com/Dr.MolhamAlHeraki/photos/a.387993024567755.98906.387920647908326/1212582855442097/?type=3&theater
وتجدين خطوات عملية للتعامل الحازم مع الأطفال على الروابط التالية:
التربية بدقيقة : https://www.facebook.com/Dr.MolhamAlHeraki/videos
الثبات الانفعالي كأهم مهارة تربوية:https://www.facebook.com/Dr.MolhamAlHeraki/videos/921590877874631/
التأديب الصحيح:https://www.facebook.com/Dr.MolhamAlHeraki/videos/853330331367353/