بدايــــــــــــــــةً ….
هذه المقالة للمربيين الذين يعايشون طفل مفرط الحركة، بكل ما في هذه المشكلة من معاناة أقدّرها تماماً ، يعاني منها الأهل والمعلمين ، كما يعاني منها الطفل نفسه …
إذا كان طفلكم …
لا يستطيع البقاء أو الاستقرار في مكان واحد
يتململ ويتلوى باستمرار … في حركة مستمرة أثناء جلوسه
يتشتت انتباهه بسرعة وقليل التركيز
لا يفكر قبل أن يتصرف
لا يتابع أداء واجباته حتى النهاية، لا يملك انتباه جيد
ففلذة كبدكم هذا قد يعاني من اضطراب سلوكي يدعى فرط الحركة Hyperactivity
ما هو فرط الحركة ؟ وهل هو مرض حتى نعالجه ؟ وكيف نتعامل مع طفل مفرط الحركة ؟
أخي المربي ..
إليك هذه المهارات العلاجية، علماً أن كل حالة من حالات فرط الحركة يُفصل له ثوب علاجي خاص من أجل مقاسات محددة حسب عمر الطفل وذكاء الطفل وأسرة الطفل ومدرسة الطفل و عوامل أخرى تحدد شكل وطريقة المعالجة ..
محاور المقالة
أولاً : فهم فرط الحركة عند الأطفال
ثانياً : متى يكون فرط الحركة عند الأطفال مرضاً؟
ثالثاً: كيف نتعامل مع الأطفال ذوي الحركة المفرطة ؟!
أولاً: فهم فرط الحركة عند الأطفال
يوجد في العرف الطبي اضطراب مرضي معروف يدعى اضطراب فرط الحركة وسهولة تشتت الانتباه Attention deficit Hyperactivity Disorder يدعونه اختصارا من الأحرف الأولى (( ADHD )) وبالعربي يختصرونه نحتاً (( أفتا )).
اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ( أفتا أو ADHD )
حالة بيولوجية دماغية تسبب خلل تطوري في التركيز، بحيث لا يستطيع الطفل أن يوجهه انتباهه لشيء محدد بوجود أشياء أخرى selective attention، ولا يستطيع الاستمرار في الانتباه أي التركيز لفترة مقبولة sustain attention .
حيث ثبت أن هؤلاء الأطفال لديهم خمول ذهني يسبب لهم قلة تركيز، يعوّضونه بالحركة الجسدية بغية إعطاء تغذية راجعة لتنشيط الدماغ. وبالتالي يترافق غالباً مع حركة مفرطة ومزعجة جداً وسلوك اندفاعي طائش غير مسبوق بتفكير.
ليتشكل ثالوث اضطراب أفتا :
1- فرط الحركة Hyperactivity
2- عدم القدرة على الانتباه Inattentiveness
3- الاندفاعية Impulsivity
علماً أنه قد يتواجد تشتت الانتباه دون حركة مفرطة ، أو فرط حركة دون تشتت انتباه ، أو كليهما معاً.
يصيب تناذر فرط الحركة وتشتت الانتباه أفتا 7% من الأطفال في سن المدرسة في كل المجتمعات ، وهنالك دراسات تشير لارتفاع النسبة لتصل 15%. نسبة إصابة الذكور إلى الإناث 3 إلى 1. هو اضطراب مزمن يترافق مع تأذي هام ، ومكلف للمجتمع طيلة الحياة.
ما الذي أصاب الفرامل في الدماغ ؟
وكأن الدماغ لديه فرامل تكبح الإنسان عن الحركة المفرطة والجرأة العالية وأصاب هذه الفرامل خلل ما، أو أنها بطيئة في النضج مقارنةً بغيره من الأطفال من نفس العمر لتساعد الطفل على كبح الأفعال الغير مناسبة لعمره والغير مرضي عنها من قبل أسرته أو مدرسته أو المجتمع عموماً ..
ومن الناحية العلمية يوجد في دماغ الإنسان مناطق مسئولة عن السيطرة الذاتية Self control على الحركة والدوافع والرغبات، وكذلك مناطق مسئولة عن التركيز والانتباه ، وتخدم هذه المناطق مواد كيماوية ( أهمها الدوبامين و النورأدرينالين) تكون في حالة اضطراب عند الأطفال المصابين باضطراب أفتا .
كيف تظهر حالة فرط الحركة Hyperactivity عند الأطفال ؟
- باستمرار يتحرك “كما لو كان موتور”
- يركض ويدور أو يتسلق بإفراط
- لا يرتاح ، غير قادر على الجلوس
- ملول ومتردد بشكل مفرط
- ثرثار كثير الكلام
- يلعب بصوت عال
ملاحظة: عادةً ما تختفي فرط الحركة لما يقترب الطفل من عمر 10 سنوات، بحيث يصبح عند الطفل القدرة على ضبط نفسه، في حين يستمر التشتت في الانتباه والإندفاعية حتى الأعمار أكبر وحتى مدى الحياة.
كيف تظهر حالة عدم القدرة على الانتباه Inattentiveness عند الأطفال ؟
- تركيزه فترة قصيرة
- غير قادر على مواصلة الجهد عقلي لفترة معقولة.
- التشتت
- النسيان
- كثيرا ما يفقد الأشياء
- صعوبة تنظيم المهام، وسوء التخطيط
- لا يستمع الى تعليمات
- يندفع في العمل ، وكثيرالأخطاء بسبب الإهمال
- عدم استكمال المهام
كيف تظهر حالة الإندفاعية Impulsivity عند الأطفال ؟
- غالبا ما يقاطع أو يتقدم على كلام الآخرين
- لا يمكن أن ينتظر بدوره
- يجاوب على السؤال قبل الانتهاء منه.
دائماً نسأل أنفسنا أمام طفل لديه فرط حركة هل يعاني منها فقط أم هنالك مرافقات أخرى؟!
التشارك المرضي : co morbidity
هذه الحالة بسبب ما تلحقه من إزعاج لمن يعايش الطفل وخاصة أبويه ومعلميه ، فغالباً ما يصرخون عليه وقد يضربونه أو على الأقل يتذمرون منه ويرددون على مسامعه عبارات التشكي ( كم أنت مزعج !!! ، اجلس طفشتنا .. ) ، فيعتقد الطفل أنه مزعج وسيء ولا أحد يحبه ، مما يولّد في نفسه بذور كراهية الناس، ويصبح لا يلتزم بقواعد المجتمع لأن مجتمعه (أمه ، أبيه ، إخوته ، أقاربه ، معلمه ، أصدقائه ..) لا يحبه، وهذا أخطر ما يمكن أن ينتج عن فرط الحركة ، ولا يكون سببه فرط الحركة بشكل أساسي بل سوء معاملة الآخرين له.
إذن فرط الحركة وتشتت الانتباه >تؤدي > نقص الحاجات النفسية عند الطفل >تؤدي> اضطرابات السلوك الفوضوية ( العدوانية ، العناد ..) في أكثر من 50 % من الحالات.
حسب الإحصائيات يتشارك الأفتا ADHD مع اثنين أو أكثر من الحالات المرضية النفسية.
فمن الشائع جدا أن يتشارك مرض فرط الحركة مع (بنسبة >50%)
– العناد والمشاكسة
– اضطراب السلوك Conduct Disorder
وبدرجة أقل يتشارك مع (حتى 50%):
– اضطراب تعلم خاص Specific learning disorder
– القلق Anxiety Disorder
ولكن من غير شائع ( أقل من 20%) أن يتشارك مع:
– الكآبة Depression
– العرات Tic disorders
ونادرا ما يتشارك مع:
– اضطراب المزاج – الهوس Paediatric Bipolar Disorder
– التأخر الفكري Mental retardation
– طيف التوحد Pervasive Developmental Disorders
هل كل حالات نقص الانتباه تعني أن الطفل يعاني من ADHD ؟!
الجواب لا ، فقد يكون فرط الحركة عند الأطفال:
- مشكلة بيولوجية خلقية: كما هو الحالة في الاضطراب المشروح سابقاً الأفتا، حيث غالباً ما تبدأ الأعراض قبل سن المدرسة أو مبكراً من سن بداية المشي ، حتى أن بعض الأمهات تلحظ على الطفل فرط الطاقة من الأشهر الأولى.
- أو نتيجة لمرض جسدي:
كفقر الدم بعوز الحديد ، أو اضطراب في نشاط الغدة الدرقية ، أو مشاكل السمع أو البصر ، أو الحساسية الغذائية ، أو لاضطراب في كهرباء الدماغ.
- أو نتيجة لمزاج متعكر أو قلق لسبب ما يتعلق بالمربي أو بالمعلم أو ..
فالقلق يمكن أن يكون ثانوي لفرط الحركة ، أو أن القلق يمكن أن يقلّد فرط الحركة ، أو توجد الحالتين معاً.
- ناجم عن مشاكل تأخر النطق:
فتأخر النطق وصعوبة فهم اللغة أو التعبير عن الأفكار بلغة مفهومة للأهل و للآخرين يسبب قلق عند الأطفال وفرط حركة في بعض الأحيان.
- أو مجرد سلوك من أجل لفت انتباه المربي
- أو ناجم نشاط ذهني عالي أو منخفض
- ردة فعل طبيعية بسبب معطيات العصر ( الإلكترونيات –السكن الضيق .. )
فكثرة مشاهد الأطفال للتلفزيون والإلكتورنيات عموماً تسبب في بعض الأحيان حركة مفرطة وضعف في التركيز.
لأن اعتياد الطفل على مشاهدة البرامج التلفزيونية ذات الجاذبية العالية وخاصة في السنوات الأولى من عمره ، يقلل من تركيزه وانتباهه على معالم الحياة العادية الأقل جاذبية.
- نمط الغذاء
المواد الغذائية الصناعية من الممكن ان تسبب فرط حركة وضعف تركيز وخاصة إذا تم الإفراط في تناولها في السنتين الاوليتين.
- أو لا شيء والمشكلة في مكان آخر
أي أنها حركة مقبولة في سياق تطور الطفل فلا يوجد فرط حركة، ولكن قد تكون الأم مثلاً حساسة ومنظمة جداً ودقيقة وتضخم المشكلة.
ثانياً: متى يكون فرط الحركة عند الأطفال مرضاً ؟!
عندما تكون فرط الحركة في كل مكان ، في البيت والمدرسة والمطعم والسوق وعند الأقارب ، وتكون غير محتملة وتسبب إرباك شديد للأبوين والمعلمين ، أو تسبب تشتت في التركيز والانتباه، الأمر الذي ينعكس سلباً على التحصيل الدراسي والعلاقات الاجتماعية للطفل مع الآخرين.
باختصار يعالج فرط الحركة إذا تأثرت الحياة الأسرية للطفل و الحياة المدرسية والحياة الاجتماعية تأثيراً مهماً ، وإن لم يحصل ذلك التأثير فلا يُعالج فرط الحركة.
يعني إذا وجد بيت واسع لحركة الطفل ، وأبوين صبورين ومدربين على التعامل مع فرط الحركة ، ومدرسة تستقبل هكذا حالات فلا داعي أبداً للعلاج وخاصة الدوائي ، ونكتفي بالمعالجة السلوكية والأسرية والتأهيلية.
لأنه قد يخطر ع البال ذلك السؤال: آباؤنا وأجدادنا ما حالهم مع الأطفال ذوي الحركة المفرطة ، كيف كانوا يتعاملون معهم ؟!
والجواب في قلب السؤال ، ألا وهو نمط الحياة السابقة بما فيه الغذاء الطبيعي والسكن الواسع جداً وطبيعة شخصية المربين سابقاً وكذلك قلة الاهتمام بالتحصيل الدراسي.
- لفهم شمولي لفرط الحركة ، ولتحديد هل هو مرض أم لا وكيف تكون طريقة علاجه
- في أي سن ظهر ؟
- أين يظهر عادةً ؟ في البيت أو خارج البيت في المدرسة أم في كل الأماكن أم في بعضها ؟
- كيف يظهر ؟
- ماذا تفعل مع هذه الحالة ؟ ولماذا تتصرف هكذا ؟
- هل يوجد مرض صحي مصاحب ؟ هل فحصت طفلك عضوياً ؟
- ما مدى التأذي الحاصل منه ( في البيت ، وفي المدرسة ، وفي سواهما )؟
- ما هو وضع الأسرة والبيئة الاجتماعية؟
- ماذا تقول المدرسة عن الطفل؟
- ما هو مستوى الذكاء الطفل؟
- استبيان كونرز لتقييم نقص الانتباه – فرط النشاط Conners’ Questionnaire*
الأعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراض | لا يوجد
0 |
قليل
1 |
غالبا
2 |
دائما
3 |
1 .مفرط النشاط والحركة | ||||
2. سريع الإثارة ، مندفع ومتهور | ||||
3 .يزعج الأطفال الآخرين | ||||
4.غير قادر على إكمال ما قد بدأه (من درس أو لعب) | ||||
5 .لا يستطيع الجلوس فترة معقولة ، كثير العبث | ||||
6. عديم الانتباه كثير الشرود | ||||
7 .يجب تنفيذ طلباته في الحال ( عديم الصبر) | ||||
8.يبكي بسرعة وسهولة دون سبب حقيقي | ||||
9 .سرعة تغير المزاج جذريا، سريع الغضب والخيبة | ||||
10 .سرعة الانفجار والتصرف غير المتوقع | ||||
المجموع (لكل عمود) | ||||
المجموع الكلي للاستبيان |
إذا كان مجموع الكلي أكثر من 15 فهذا يشير إلى أن الولد من المرجح ان يكون مصاب بفرط الحركة
ثالثاً: كيف نتعامل مع الأطفال ذوي الحركة المفرطة؟!
كما ذكرنا في المقدمة يتم تفصيل الخطة العلاجية على مقاس الطفل وبيئته الذي يحيا بها أي أبويه ومدرسته والبيت، ثم اختيار هواية أو مهنة مناسبة لاستثمار هذه الطاقة المفرطة بطريقة إيجابية.
العناصر الأساسية للخطة العلاجية لأطفال فرط الحركة
- التشخيص الدقيق لسبب فرط الحركة ( الفهم)
- خطة للطفل لتعديل معارف الطفل الخاطئة و سلوكياته الغير جيدة
- العلاج بالأدوية
- الحمية الغذائية
- تدريب الأبوين على التعامل
- إشراك المدرسة
- التأهيل المهني
مهارات للمربيين للتعامل مع الأطفال ذوي الحركة المفرطة
تم شرحها في الدورة وإليكم هي باختصار أرجو ألا يكون مخل :
- أولاً وقبل كل شيء تحديد سبب فرط الحركة: هل هو بيولوجي خلقي ، أم ثانوي لسبب طبي أو نفسي ؟!
- ثم إلغاء الإساءة لشخص الطفل: من خلال الصراخ في وجهه و الشتائم والصفات السلبية ( مثل يا مزعج أو يا حيوان ) والتبرؤ منه ( مثل لست ابني – لم أعد أحبك ) وكذلك عبارات المقارنة مع إخوته ، والضرب عموماً وخاصة المهين على الوجه.
- ويتم التأديب للسلوك السيء من خلال فصل سلوك الطفل عن شخص الطفل
أي يجب أن تصله رسالة مفادها: سلوكك غير جيد وغير محبوب وتستطيع أن تغييره، وأنت دائماً محبوب وبغير شروط.
مثال: بدل أن تقول لما يتحرك الطفل بكثرة ، أنت مزعج .. أنت سيء .. أخجلتني أمام الناس ، تقول واصفاً سلوكه : حركتك كثيرة .. أزعجت الآخرين .. حبيبي قد أضطر لنترك المكان إن استمررت بها.
- إشباع نفس الطفل بعاطفة..
- الحب وبدون شروط
- الاحترام لشخصه مهما فعل
- التقدير لأي شيء طيب يقوم به
- الحرية له في بعض الاوقات
- الراحة النفسية عبر تجنيبه المشاكل الزوجية مثلاً.
ملاحظة: ويدعى ما سبق الحاجات النفسية للطفل.
- إكساب الطفل القدرة على السيطرة الداخلية الذاتية Self control بدلاً من السيطرة الخارجية من الغير. وهي خطوة هامة جداً وتتحقق من خلال :
- بناء قاموس صح – خطأ: أي تعليم الطفل ما هو الصح ليفعله ويكافئ عليه ، وما هو الخطأ ليتجنبه حتى لا يعاقب، وسبيل ذلك التعاقد مع الطفل عبر مبدأ الاتفاقيات. كتعزيز قيام الطفل بالواجبات المنزلية عبر جدول النجوم أو جداول الوجوه، مع تحديد بنك للهدايا حسب عدد النقاط ، بشكل نصف أسبوعي أو أسبوعي أو شهري.
- كلمات في العقاب …
- أن يكون عقب السلوك السيئ مباشرةً دون تأجيل
- أن يكون شكل العقاب مختلف حسب نوع السلوك ودرجته، والقاعدة: الجزاء من جنس العمل
- أن يملك الطفل الاختيار: أي أن يكون العقاب نتيجة لاختيار الطفل لسلوك محدد بعد أن سبقت الموقف بتبيان واتفاق
- من العدالة مع الطفل أن يكون هنالك وقاية من السلوك السيء قبل أي موقف ، وذلك بتبيان للسلوك الجيد والسلوك السيئ مع شرح كافي لنتائجهما، واتفاق واضح
- من العدالة مع الطفل احترام شخص الطفل وخصوصيته : بأن يكون العقاب بعيداً عن أنظار كل الناس، أي بينك وبين الطفل فقط
- أفضل أنواع العقاب الجيد هو العزل المؤقت ، وله أنواع:
- العزل المكاني: يقدر كل عام من عمر الطفل بدقيقة عزل. ( كرسي التفكير ، في زاوية الغرفة ، في غرفة لوحده ، في السيارة … )
- العزل النفسي العاطفي: قطع العلاقة بينه وبين الأبوين والإبقاء على العلاقة الروتينية ( أطعمه ، أعطيه كل احتياجاته ولكن دون أي تواصل عاطفي)
- العزل الجسدي: أثبته في حجري ، أو أثبت يديه وانظر في عينيه لمدة دقيقة معاتباً
- إن العقاب لا يؤتي ثماره إذا كانت العلاقة بين الطفل والمربي سيئة ومضطربة، ويشعر فيها الطفل بمشاعر سلبية تجاه المربي كمشاعر الكره أو الخوف أو مشاعر متناقضة ما بين الحب والكره. لذلك ابدأ بتحسين العلاقة ثم طبق العقوبة.
- اعلم أن اللعب مع الطفل يعطيه راحة نفسية وتنفيس ويقوي علاقتك به ، لا تحتاج أيها الأب – والكلام للآباء- المشغول أكثر من 20 دقيقة – 30 دقيقة صافية تخصصها من وقتك للطفل.
- يتم تدريب الأبوين أحدهما أو كلاهما على : زيادة اهتمامه وانتباهه لطفله وملازمته له، وإيجاد نظام أسري للكسب والخسارة للطفل ، مع تخصيص وقت حر لا يتقيد فيه الطفل بالأوامر، كوقت الحديقة أو المسبح او على النطيطة مع مراعاة شرط الأمان.
- لا بد من إشراك المدرسة في أي خطة علاجية لضمان نجاحهها.
- علّم الطفل مهارات حل المشكلات: لأن معظم الأطفال لا يعرف يحل المشكلة إلا بالأساليب البدائية مثل الصراخ والبكاء والضرب. وكيفية حل المشاكل بالطرق الناضجة الراقية يبدأ أولاً بتحديد وتسمية المشكلة ، ثم توليد الحلول بأسلوب العصف الذهني ، ثم > اختيار أفضل الحلول ، ثم > التعزيز ، ثم > التطبيق وتجريب الحل ، ثم > مناقشة جدوى الحل المنتقى …
- توظيف فرط الحركة بشكل إيجابي في البيت والمدرسة والمجتمع.
- اختيار مهنة مناسبة ( التأهيل المهني ) لفرط الحركة.
- التغلب على تشتت الانتباه: عبر تقسيم المهام لمهام صغيرة فيما بينها استراحات متعددة.
- التغلب على تشتت الاندفاعية: عبر ضبط إيقاع السلوك مع إيقاع الكلام أو الحديث الذاتي
- كلمات في العلاج الدوائي لفرط الحركة Medication in ADHD
إما أن يكون العلاج الدوائي لفرط الحركة بالأدوية المنشطة Stimulants ، مثل methylphenidate واسمه التجاري Ritalin, Concerta ، أو الأدوية غير المنشطة Non-stimulant ، مثل Atomoxetine واسمه التجاري Strattera ، ويمكن استعمال الأدوية المهدئة مثل Risperdone واسمه التجاري risperdal ، أو الأدوية المضادة للقلق مثل Imipramine واسمه التجاري Tofranil.
والعلاجات الدوائية توصف بشكل أساسي لفرط الحركة البيولوجي المنشأ المدعو اختصاراً ADHD أو أفتا
من ناحية أخرى ، يسأل كثير من الأهالي تلك الأسئلة ..
- لماذا العلاج الدوائي ؟ وهل يمكن الاكتفاء بالعلاج السلوكي ؟
الجواب: قد وُجد أن العلاج الدوائي يحسّن الثالوث الجوهري لاضطراب أفتا: الحركة والانتباه والإندفاعية بنسبة 70% من الحالات ، وأعراض أخرى مثل : التهييج – التفاعل الاجتماعي – التحصيل الدراسي – تقدير الذات عند الطفل.
وتم إجراء تجارب على المعالجة بالعلاج الدوائي لوحده أو العلاج السلوكي لوحده أو الإثنان معاً ، فقد وجدت الدراسات أنه لا يمكن الاكتفاء بالعلاج السلوكي من أجل حالات اضطراب أفتا وخاصة ذات الدرجة المتوسطة أو الشديدة ولا بد من العلاج الدوائي.
وأرى أن التريث في وصف العلاج الدوائي مفضل من اجل بعض الحالات، وخاصة إذا كانت حالة الطفل يمكن تحمّلها ، فقد تكون هنالك أسباب مختبئة لفرط الحركة تتحسن الحركة بزوالها، بحيث نخضع الطفل لجلسات التعديل السلوكي وندرّب الأبوين لفترة شهرأو أكثر ونراقب التحسن مع ضرورة إشراك المدرسة ثم نقييم الحاجة من عدمها للعلاج الدوائي.
- هل يؤثر العلاج الدوائي على الطفل أو يضره ؟ وما هي التأثيرات الجانبية المحتملة ؟
الجواب: لكل علاج دوائي تأثيرات جانبية محتملة، قد تظهر وغالباً لا تظهر.
وحسب نوع العلاج المستخدم تكون التأثيرات الجانبية ، ويفضل البدء بالعلاج الدوائي بدءاً من عمر 6 سنوات وأكبر ، وذلك لتجنب فترة النمو الحرجة عند الأطفال الصغار.
ومن التأثيرات الجانبية المحتمل ظهورها:
ظواهر التحسس على الدواء وعدم تحمل الجسم له ويظهر على شكل طفح جلدي أو كثرة تبول أو إسهال – نقص الشهية وخاصة مع الأدوية المنشطة أو زيادتها مع الأدوية الأخرى، وبالتالي نقص الوزن او زيادة الوزن – الأرق مع الأدوية المنشطة أو زيادة الخمول مع الأدوية الأخرى وخاصة أول العلاج – ألم في المعدة وخاصة أول المعالجة – قلق وتململ في بداية العلاج مع الأدوية المنشطة.
- هل يستدعي أخذ العلاج فحوصات دورية أو مراقبات ؟
الجواب: يفضل عمل مراقبات دورية بالتواصل ما بين البيت والمدرسة لمراقبة مستوى التحسن.
ويجب عمل فحوصات دورية كل 4 أشهر للطفل ، ومن أهمها:
مراقبة: الطول – الوزن – العلامات الحيوية : الضغط الدموي ، النبض ، الحراراة
تعداد عام للدم FBC – تحري وظيفة الكبد LFT – تخطيط قلب ECG – وظيفة الغدة الدرقية
- هل سيدمن الطفل على العلاج بحيث يستمر معه طول الحياة ؟
الجواب: الإدمان وإساءة الاستعمال لهذه الادوية يكون من غير المرضى كما أثبتت الدراسات ، أما الأطفال المصابين بالأفتا لا يحصل معهم عادةً حالة الإدمان.
أما فترة البقاء على العلاج فهذا يعتمد على كل حالة، فمن الأطفال من يكفيهم 3 أو 6 أو 9 أشهر ، ومنهم سنوات ، ومنهم فقط فترة الدراسة خلال الشتاء دون أيام العطل وفترة الصيف.
- هل إذا ترك الطفل العلاج سيعود له فرط الحركة وتشتت الانتباه ؟
الجواب: تحصل هذه الحالة غالباً عند الاكتفاء بالعلاج الدوائي دون عمل جلسات العلاج السلوكي أو تدريب الأبوين أو انتقاء المدرسة المناسبة للطفل ، أو عند أخذ الدواء لفترة قصيرة .
وأخيراً : الخلاصة
- يعالج فرط الحركة من خلال تحديد السبب
- ليس دائماً فرط الحركة مرض يستدعي العلاج الطبي
- نتائج فرط الحركة أهم من فرط الحركة نفسه
- فرط الحركة يؤثر على الانتباه والتركيز ويؤثر على علاقات الطفل مع الآخرين وقد يولّد السلوك العدواني
- متلازمة أفتا متلازمة تعالج دوائياً أولا وسلوكياً ثانوياً
- دور المدرسة والأبوين في المعالجة أساسي ولا يتم العلاج إلا بإشراكهما