إن تطبيق الواتسآب whatsapp وسيلة عظيمة للتواصل بين الناس …
ولكن متى يكون كارثة على من يستعمله ؟!
سأحاول الإجابة ….
أولاً وهو الأهم:
عندما يستعمل لإصلاح العلاقات بين بعضنا، فغالباً سيفشل الواتسآب للتعبير النقي البعيد عن سوء الظن، كون الكلمات وحتى الإيموجي لا تحمل كامل الرسالة التواصلية المراد أن توصلها إلى الطرف الآخر، ولا حتى نصفها أو ربعها، مما يفسح المجال لسوء الظن أو على الأقل سوء الفهم عند الطرف الآخر، وبالتالي إفساد علاقتنا بصورة أكبر فضلاً عن تعثر إصلاحها …
وساحات الواتسآب تشهد بحوادث القطيعة المتكررة يومياً برعايته، فالحوار المشحون بالمشاعر خاصةً لا يمكن أن يكون عبر الاتصال الصوتي المباشر فضلاً لأن يكون من خلال الحوار المكتبوب أو المسجل عبر الواتسآب …
اللقاء المباشر وجه لوجه بل جسد لجسد هو الأفضل والأنقى والأرقى والأكمل لإصلاح علاقتنا وتفريغ مشاعرنا ومعالجتها …
فيما يلي هو الأقل كارثية في استعمال الواتسآب من وجهة نظري …
ثانياً: إضاعة الوقت والجهد، من خلال الدخول المستمر وقراءة كل ما يُرسل مهما كان محتواه، وخاصة من خلال المجموعات، غثه وسمينه ..
ثالثاً: العلامات الزرقاء ( أي أنك قرأت الرسالة) و ترك إشعار بآخر دخول لك إلى الواتسآب last seen، هي مجال الآخر من مجالات أن يُساء الظن بك.
من وجهة شخصية بحتة أنا لا أرى فائدة -بل بالعكس ضرر كبير- لترك فرصة للطرف الآخر لمعرفة آخر دخول لك أو له، فيجب حجب هذه الميزة منعاً لسوء الظن في غالب الأحيان، مع ترك ميزة العلامة الزرقاء فعّالة، للإشارة أنك لم تقرأ بعد ما تم إرساله لك ربما لكونك مشغول …
رابعاً: أما المجموعات على الواتسآب فهي مبحث مهم جداً، كونها وسيلة رائعة جداً ولكن غالباً ما يُساء استعمالها ..
فيجب على منشأ المجموعة تحديد الهدف من إنشاء المجموعة ومحتوى المواضيع المّرسلة، وعمل تعارف بين كامل أعضائها في الواقع الحقيقي إن أمكن والافتراضي بشكل أكيد، وعدم ضم أي عضو إليها إلا بعد أخذ إذنه وموافقته وتبيان الهدف من هذه المجموعة ومن سيكون بها …
بكل تأكيد هنالك محاذير أخرى ولكن هذا ما استحضرته الآن …
————————————–
طيب متى يكون الواتسآب نعمة عظيمة ؟!
محاولة الإجابة: إن تم استعماله في السياقات التالية …
- تبادل المعلومات العلمية أو الروابط بعد التأكّد من صحتها، وإلا الأولى عدم النشر حين الظن في صحتها…
- تبادل الأخبار المهمة جداً …
- تبادل النكت أو الطرف دونما إسراف .. وإلا فقدت بهجتها .. الأفضل الانتقاء والتقليل ما أمكن ..
- تبادل الوثائق مع الانتباه للخصوصية، وخاصة حين الحاجة لها في المراجعات الرسمية …
- التنسيق لأجل المواعيد الرسمية أو العائلية …
- عمل استشارات مختلفة، كون الواتسآب يتيح لك المجال في عرض الاستشارة بشكل مكتوب ومفصّل مع الصور والوثائق و الفيديو … وغيرها، مما يوّفر الوقت عليك وعلى من تستشيره، وكذلك الدقة والنقل الكامل لما تحب عرضه على المستشار … مع مراعاة ما سبق عرضه من محاذير.
أعانني وأعانكم الله تعالى على شكر نعمة الواتسآب بحسن استعمالها واستثمارها …